السلام عليكم نظرة في تاريخ منطقة الساحل اكتسى المنخفض المار وسط قبيلة الساحل و الممتد من إفردا إلى الكريمة مرورا بتغانيمين في اتجاه أگلو و ما وراءه ، أهمية تاريخية كبرى إذ شكل معبر كثير من القبائل العربية الزاحفة من الجنوب نحو الشمال هربا من عوامل القحط و الجفاف. كما سلكته تجارة القوافل التي تنهج الطريق الساحلية الغربية .
و ربما كانت تلك التحركات هي ما يبرر – من الناحية التاريخية – وجود دواوير تضم السكان السود ، على امتداد الإتجاه المذكور. وكذا ارتباط سكان فخذة إفردا في الذاكرة المحلية الساحلية بالصحراء . و لا ننسى تواجد دوار تملالت ذي الأصول العربية على نفس الخط .
و لم يصل إلى المنطقة من سلاطين المغرب إلا المولى "الحسن الأول"(ت 1894م ) في إطار زياراته الثلاث لسوس . وقام أثناءها بتوزيع الظهائر على القواد و إنشاء حاميات عسكرية ، سعيا منه إلى تأكيد سطوته و نفوذه على المنطقة و ذلك في مواجهة الأطماع الإستعمارية التي تحركت من جهة الجنوب . و قد عين قائدا على المنطقة "حسون بن عمارة" و ذلك سنة 1882م .
و في سنة 1896م ساهم أهالي الساحل بالتعاون مع قبائل أزغار و غيرها في كسر شوكة حركة القائد الحاحي "سعيد بن أحمد الگيلولي" على وادي ماسة.
و في أوائل القرن 20 م مر بالمنطقة الشيخ "ماء العينين" ( ت 1910م ) متجها إلى الشمال آملا المقاومة و الجهاد ضد الغزو الفرنسي ، وقد بايعه أهالي الساحل كما بايعوا وانضموا إلى حركة ابنه "أحمد الهيبة" الذي ســار على نهج والده في الجهاد.
لم يقتصر الساحليون على ذلك، بل وقفوا صفا واحدا مــع الباعمرانيين للتصدي للحملة الإستعمارية التي تزعمها القائد "حيدة بن مايس المنبهي" سنة 1916م و التي انكسرت بوادي إگالفن حيث قضى نحبه ، و كذا حملة الجنرال de lamaute (دو لاموط) سنة 1917م التي لاقت ذات المصير، و عادت خائبة إلى منطلقها بتيزنيت.
و كان لذلك التحالف القبلي الفضل في تأخير سقوط المنطقة في قبضة المحتل الفرنسي حتى سنة 1934م. و لم يتأت له ذلك إلا بعد تنسيقه مع الجيش الإسباني الذي شن هجوما موازيا من جهة الجنوب و احتل على إثره مدينة إفني.
و السلام
المصدر: مشروع نهاية الدراسة لسلك الإجازة بعنوان "الأسرة البيشوارينية، تاريخها - بعض رجالاتها - وإسهاماتهم في الحركة العلمية بسوس" صفحة_13_14_ للطالب المجاز سعيد بيشوارين. الموسم الجامعي 2010-2011