السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



في كثير من المواقع و المنابر بدأ منذ سنوات اتخاذ القضية الأمازيغية كدرع ورائه تحبك مناورات و خطط كل واحدة منها وأهدافها الخاصة، فهناك من يحمل مشعل القضية الأمازيغية كقضية ويتبناها خلقا وضميرا، و هناك من يلبسها انفصالا ذو هدف تفريقي، و صنف آخر ينخر بها الدين الإسلامي بداعي الحريات...
كما لا يخفى على كل متتبع أن الحراك الأمازيغي بدأ بجدية في التسعينات و صار ينمو و يتطور فكريا و أساليب إلى أن صار إلى الضلوع في أغلب المؤسسات التعليمية والتجمعات "الجمعوية" و المنابر السياسية. لم تكن هاته بالطفرة التي ستغير من مشروعية الحركة شيء؛ فالأمر أكثر من طبيعي كون المغرب كأرض هي أولا وقبل كل شيء أرض أمازيغية "يقطنها البربر كما يبرهن عليه التاريخ". و لكن التغير النوعي الذي طرأ على هذه الحركة -أو قيادييوها- أنها زاغت عن الهدف الذي لم تستطع ليومنا هذا تحقيقه، فصارت تغوص في عالم السياسة وهي التي لم تكون نفسها بعد، و أخذ شق منها يتحدث عن الإنفصال عن المملكة و تشكيل دويلتها دون التفكير في تبعات الإنفصال بجد "أو أنها تتخده تهديدا فقط" فصرنا نسمع بعد العلم الأمازيغي الذي تراجع أصحاب النزعة عن إرادة تكريسه علما أمميا إلى أنه رمز فقط ينم عن الأمازيغية كأصل و قناعة و بزغ علينا علم "جمهورية الريف" ذو النجمة السداسية "........" و طل علينا "الكونغريس" الأمازيغي في دول لم نسمع عن أمازيغيتها كهلندا و بلجيكا والتي ترتكز فيها أول تمويلات الحركات المناهضة للملكية في المغرب -دون تفصيل-

من هذا المنطلق بدأ الشك في نبل القضية الأمازيغية على الأقل من بعض النقاط و هل هي ذات هدف الوجود أم محو الوجود؟ لحصر الموضوع سأتخذ قبلة تمحيص الفكر الأمازيغي المغربي -إن اعترفوا بالمغرب-

الأمازيغية كلغة و أسلوب حوار من خلال حروفها تيفيناغ و أشكال نطقها و شكلها تيدباكين؛ لغة قبلية ليس لها اصطلاح واحد في الأصل. فهي تكتب من اليمين إلى اليسار و من اليسار إلى اليمين و من الفوق إلى الأسفل و من الأسفل إلى الأعلى حسب اصطلاح القبيلة و معلوم أن تيفيناغ هي 14 حرفا أصلا لا غير ولكن وعلى غرابة نجد أن الأمازيغية الوليدة الحديثة لها من الحروف كقرينتها العربية أو أكثر، هذه أول نقطة يشكك في وحدة الأمازيغية كونها لغة واحدة.
من ناحية أخرى نجد أن الأمازيغية تتقاطع مع الحسانية في أسماء الأدوات المنزلية و بعض الأفعال، و معلوم أن الحسانية عربية فصيحة في الأصل و أن رواد العصبية الحسانية من أعدا أعداء الأمازيغ، من هنا و إن سلمنا بتوحد الأمازيغية -المغربية- بين أهل سوس، الأطلس و الريف كونهم لغة متشابهة المنطوق و الكلام في بعض المفردات المتشابهة، يجب أن نسلم أيضا إلى أن الحسانية أمازيغية وهذا ما سيرفضه أي أمازيغية يتبنى فكر أمازيغية المغرب ككل. وهذا منطلق خاطئ
و في البعد الآخر، و إن كانت الأمازيغية واحدة موحدة بين كل بقاع المغرب فكيف يمكن لأمازيغي أن يقنعني باختلاف الكلام إن سلمت أن المنطوق قد يختلف جغرافيا؟ كيف تكون كلمات مفادها الشتيمة في سوس ذات معنى التكبير و التبجيل في الريف و الأمثلة متعددة ؟ هل هي كما تقولون لغة واحدة؟

لا، الأمازيغية موجودة و لن يمحوها أي شخص و لا يقدر عليها قادر إلا الله، ولكنها لهجات مختلفة يجب احترامها و تطويرها و البحث فيها لتكون ذات سمو فكري غير مرغم، أرض سوس أرض أمازيغية بلغة سوسية "الشلحة" ولن يبرهن أحد العكس و لا وجود للغة أمازيغية مهما اجتهد المجتهدون في المحاولة لإقناعنا بالتخلي عن لهجتنا لصالح نزواتهم الإنفصالية. يكفي فخرا أهل سوس أنهم ليسوا من أبدعوا كلمة "أزول" والتي تسيل أكثر التناقضات الشرعية الإسلامية .

و السلام عليكم ورحمة الله